ومرت العشرة الآولى
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله حمداً كثيراً
ونعلم إننا لن نبلغ بحمدنا حمدهُ جل وعلا
وآستغفره من كل ذنب وخطيئه وآتوب إليه توبة عبد
يرجو من الله المغفرة والتوبة النصوح والرضوان
والصلاة والسلام على رسولنا الآمين وخاتم رسل رب العالمين
سيدنا ونبينا وشفيعنا
محمد ابن عبدالله
صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحابتهِ المخلصين
ومن تبعه ونهج نهجه إلى يوم الدين
شهر رمضان هو خير شهر
ففي الحديث
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم :
أَظَلَّكُمْ شَهْرُكُمْ هَذَا بِمَحْلُوفِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ,
مَا دَخَلَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ شَهْرٌ خَيْرٌ لَهُمْ مِنْهُ ،
وَلاَ دَخَلَ عَلَى الْمُنَافِقِينَ شَهْرٌ شَرٌّ لَهُمْ مِنْهُ ،
بِمَحْلُوفِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ,
إِنَّ الله يَكْتُبُ أَجْرَهُ وَنَوَافِلَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُدْخِلَهُ ،
وَيَكْتُبُ وِزْرَهُ وَشَقَاءَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُدْخِلَهُ ،
وَذَلِكَ أَنَّ الْمُؤْمِنَ يُعِدُّ لَهُ مِنَ النَّفَقَةِ لِلْقُوَّةِ فِي الْعِبَادَةِ ،
وَيُعِدُّ لَهُ الْمُنَافِقُ اتِّبَاعَ غَفَلاَتِ الْمُسْلِمِينَ ، وَاتِّبَاعَ عَوَرَاتِهِمْ ،
فَهُوَ غَنَمٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ويغتبنه ،
أَوْ قَالَ : نِقْمَةٌ لِلْفَاجِرِ.
( رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَة
وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ
وَابْنُ خُزَيْمَةَ
فِي صَحِيحِهِ )
ومرت
{ ومرت العشرة الآولى من شهر رمضان }
مرت سريعاً العشرة الآوائل
وعلينا آن نسآل آنفسنا هل آدى كل منا ما عليه من واجبات
وما ينفعهُ من آعمال صالحه يقابل بها المولى عز وجل
ربما ( قصـر ) بعضنا فى حق نفسه
( فــلا ) ليل آقامه ولا قراءة للقرآن التزم بها
البعض قد ينشغل فى الآيام العشرة الآولى
بالولائم وتبادل الزيارات
وربما فيها تقتصر العبادات على إداء الصلوات الخمس
آو بعضها فى المساجد
بل وقد ( يغفل ) ايضاً الآهتمام بقراءة القرآن
فى نهار آو ليل رمضان
مرت العشرة الآولى من شهر رمضان المبارك
وعلينا آن ( نحاسب ) آنفسنا قبل آن يحاسبنا المولى عز وجل
إن تلك الآيام المباركة وإن مرت على بعضنا دون ( إغتنامها )
والتقرب إلى الله بالعمل الصالح
وترك المنكرات والتضرع إلى الله
( راجين ) آن يغفر لنا ويهدينا
إلى طريق النور فنحن الخاسرون
إن مرت علينا آيام شهر رمضان دون آن نغتنمها فإننا الخاسرون
علينا الإكثار من الإستغفار وتعويض مافاتنا فى
العشرة الآولى من شهر رمضان المبارك
وليعلم كل منا
آنه قد لا يمكن ( تعويض آيام رمضان ) فى حال لحق الموت بنا
بعضنا قد ( يترك عمله ) ليقرأ القرآن
حتى وإن كان ذلكَ على حساب القيام بمهام عمله
لامانع من إغتنام كل ثانية آو دقيقة فى قراءة القرآن
فى آي مكان كان
آو إداء الصلوات آو غير ذلك من الآعمال الصالحة
آلتي تشرح صدورنا
( ولكن )
دون الإضرار بمصالح الغير
آو إهمال آعمالنا آلتي نتقاضى عنها آجراً
تعددت صور ( إهمالنا ) فى آنفسنا فى العشرة الآولى
من شهر رمضان المبارك
آلتي إنقضت سريعاً وفى لمحة بصر ستمر الآيام المتبقيه
وللآسف المقصرون منا هم الخاسرون
إن شهر رمضان ( فرصة ) عظيمة
يجب علينا إغتنامها للفوز بالجنةِ
بعد الحصول على رضا وغفران المولى سبحانه وتعالى
ربما مرت على بعضنا الآيام العشرة الآولى
دون آن يحصد الخيرات من ( حسنات )
وآجر وثواب على عبادة وعمل صالح
البعض قد يعتقد آنه ( سيحقق )
فى العشرة الوسطى آو الآخيرة من شهر رمضان المبارك
ما لم يحققه فى العشرة الآولى
إلا آنه يجب علينا ( عدم تآجيل ) عمل اليوم إلى الغد
كما يقال
فقد لانتمكن
من اللحاق بيوم آخر نعوض فيه ما فاتنا من
( عباده آو كلمة طيبه آو عمل صالح )
تكون جميعها طوق نجاة لنا من النار جميعناً ( إن شاءالله )
ربما يضع برنامجاً من قبل قدوم شهر رمضان
يهتم فيه الكثيرون بالمخزون الكبير
من الآطعمة والتخطيط لإقامة الولائم وغيرها
بينما ( لايضع ) بعض هؤلاء برنامجاً محدداً
يضمن لهم تنظيم آوقاتهم
ما بين آحتياجات بيوتهم وآحتياجات آنفسهم
إلى العبادة والعمل الصالح
الذي يقربنا إلى الله سبحانه وتعالى
التكاسل والسلوكيات الخاطئة والإهمال
فى حق آنفسنا والغفلة عن العبادة جميعها آخطاء
من الممكن تفاديها خلال الآيام المقبله بآذن الله تعالى
فما زالت هناكَ العشره الوسطى .. والعشره الآخيره
اللهم آجعل عملنا كله صالحاً
واجعله لوجهكَ خالصاً ولاتجعل فيه لآحد غيركَ شيئا
واسآل الله العظيم رب العرش الكريم
آن يبارك لنا في رجب وشعبان ويبلغنا رمضان
اللهم آمين يارب العالمين
تحياتي لكم